حوار مع الشاعر سليم عبدالقادر:
تغريد السعايدة
أمسى فن النشيد الإسلامي من الفنون التي تحظى باهتمام واسع كبير وجمهور متعطش للفن الهادف الذي يخاطب الفطرة السليمة لدى الفرد المسلم بكل مناحي الحياة.
ومَن مِن مستمعي النشيد الإسلامي ومتابعيه إلا ويلحظ تطوراً وتغييراً في الموضوعات المطروحة التي في كل فترة منها تُأرخ لواقع الأمة في حقباتها المتتابعة.
فقد لامس فن الإنشاد الإسلامي جميع مناحي الحياة التي قد تهم الفرد في المجتمع في كل اطيافه، فما هو إلا فن نتاج منهج ملتزم وفن راقٍ، يستلذه كل من يسمعه فهو فن "إسلامي للعالم اجمعين".
ولكن، لكل فن عناصره وأركانه التي يقوم عليها ويتطور بتطورها ويتعدد بتعددها ويتألق بتالقها، فالأداء يظهر جماله من خلال الكلمة واللحن الجلي يسهمان في وصول الفن الإنشادي إلى المستمعين، إلاّ أنّ ما يعانيه النشيد الآن هو "عدم وجود شعراء بالقدر الكافي لكتابة النصوص الإنشادية"، بحسب مهتمين في فن النشيد الإسلامي.
"الغد" أجرت مقابلة مع الشاعر الإسلامي سليم عبدالقادر صاحب أكثر القصائد "المغناة" في فن النشيد الملتزم وباتت كلماته التي قد يكون قال بعضها بـ"ذكرى طفولية وحركة طفل بريء امامه"، على حد تعبيره، من أكثر الأناشيد ترديداً بين أطفال وشباب ورجال.
فما بين "مخاطبة طفل وقف حائراً أمام البحر"، وما بين "عتاب لتائه لأن يتصالح مع الله"، وأخرى "تخاطب الروح والقلب لتعلن ان حياتنا لله"، ولم ينس "دمعة طفلة في الشيشان"، يجد الشاعر السوري سليم عبدالقادر نفسه بين كلماته تلك التي صاغتها الألحان وأدتها الحناجر النقية من الموسيقى، يجد كلماته العفوية بين شفاه الطفولة والرجولة وفي ساحات المدارس، لتحيي همه طفل على مقعد الدراسة، وآخر يعيش في حصار ودمار.
ويرى عبدالقادر، الذي يعد من أوائل الشعراء الذين كتبوا "قصيدة الأنشودة" التي لها خصائص تميزها عن الشعر الآخر، بأن "الفن الإنشادي يفتقر بشكل كبير لشعراء الأنشودة والتي لها فنونها الخاصة وبحورها الشعرية التي تميزها عن الشعر العادي بحيث يكون فيها من الليونة ما يتجانس والالحان واصوات وأداء المنشدين بكافة طبقاتهم الصوتية".
ويفرق الشاعر السوري ما بين الشعر المقروء وشعر النشيد بعدة فروق جوهرية ابرزها ان الشعر المقروء يعبر عن مشاعر الشاعر في لحظة تجلي خاصة بوضعية الشاعر ذاته، فيما شعر الأنشودة فهو يكتب للجماعة ويراعى فيه ان يتوجه به الشاعر للجميع ومسؤولية الكلمة، ومن الناحية اللغوية فالشعر العادي يمتاز بقاموس لغوي واسع ويكتب ببحور طويلة كما في "بحور الطويل والبسيط وغيرها، فيما الآخر يمتاز بـ"البحور القصيرة كالهزج والمجتث والمجزوء الكامل والوافر"، وهذا يجعل من شطور شعر النشيد "رشيقة وقصيرة يسهل ترديدها".
ويؤكد عبدالقادر صاحب ديوان "القادمون الخضر" و"نعيم الروح" أن "الشعر الإنشادي على رغم بساطة الصور وسهولة الألفاظ إلأ انه عميق وبعيد عن السطحية ومن اهدافه الدعوة لله وإستنهاض الهمم والتقرب والتحبب إلى الله وملامسة حياة الإنسان".
"ليس من المعقول أن يكون الشاعر الإسلامي بعيدا عن قضايا الأمة وعليه ان يبدي في شعره استنكاراً لما يحدث في كل مكان من العالم الإسلامي"، هكذا يرى عبدالقادر وضع الشاعر المسلم الذي يرى في قضايا الأمة والدعوة لله ومعالجة قضايا المسلمين هدفا أساسيا "فهو محاسب عن كل ما يقوله امام الله ويحاسب على ما تفرزه تلك الكلمات والقصائد من تأثير في نفوس المسلمين".
وحول مراحل تطور شعر النشيد الإسلامي يتحدث الشاعرعبدالقادر مصنفاً المراحل بانه منذ ما يزيد عن 100 عام كانت تقتصر على المدائح النبوية والابتهالات التي كان تستمد أشعارها من الشاعر الصوفي ابن الفارض الذي اتسمت اشعاره "بالحب الإلهي والوصف" الذي جعل منه "سلطان العاشقين"، إلا أنها بعد ذلك وفي فترة الصحوة الإسلامية وظهور جماعة الإخوان المسلمين في مصر "تغيرت مواضيع النشيد الإسلامي وتجاوزتها من المدائح والابتهالات إلى مواضيع الدعوة إلى الله"، بحسب عبدالقادر.
ويرى أنها بدأت منذ ما يزيد عن 50 عاماً، إلا انها لم تشهد ظهور شعراء للنشيد، بل كانت اشعاراً تؤلف بمواقف معينة ينشدها البعض وجلها بشكل جماعي، كما في "هو الحق يحشد أجناده" التي ما زالت إلى هذا الحين نسمعها تتردد، فيما تحولت بعد ذلك صحوة شعر النشيد في سورية متأثرةً بفكر الإخوان فيها، وذلك خلال السبعينيات، وكان من ابرز منشديها حسن الحفار وصبري المدلل، ثم ظهر بعد ذلك منشدون إسلاميون منهم أحمد بربور وابو الجود وابو مازن، كانت جلّ مواضيعهم تدور في دائرة الشعر الجهادي وتحفيز الهمم والأجيال على حمل رسالة الدعوة.
ومن هنا كانت البداية لسليم عبدالقادر الذي يقول "بدأت كتابة الشعر العادي في بداية العشرينيات من عمري" ولكن في سنته الـ24 كانت أشعاره تُنشد ومن منشدي شعره كان ابو الجود، وكتب في مواضيع عدة إلا أنه "لكل مقام مقال". وكان شعره يتناسب والمرحلة التي تمر بها الأمة الإسلامية، فموجة التطور التي يمر بها النشيد الحالي اوصلته إلى مرحلة جداً متقدمة من الدعوة إلى تناول القضايا الإنسانية بكافة صنوفها وتشابكاتها.
"الطفل العربي مظلوم في العالم العربي من ناحية الفنون الأدبية"، لهذا السبب قدم عبدالقادر ما يزيد عن 200 أنشودة للأطفال، تم عرض 70 انشودة منها بطريقة تصوير الـ"فيديو كليب"، وبذلك يقول "شعري للأطفال هي صور استعدتها وعبرت عنها بقصائدي من اجل سد ثغره في هذا المجال وتقديم فن في ارضٍ بكر" على حد تعبيره.
ويؤكد ان لأطفاله دورا كبيرا في ظهور افكار شعرية، "فأنا أعطيهم وقتا كبيرا واستمتع بطفولتهم واستعيد صورا مخزنة في ذاكرتي".
وحاول عبدالقادر إثراء شعر الأطفال من خلال طرح مواضيع تهتم بالعلاقات الاجتماعية والقيم الإخلاقية، بالإضافة إلى جعلهم يعيشون مأساة أطفال مسلمين في بقاع عدة، كما في القضية الفلسطينية.
وقدم عبدالقادر ديوانين لشعر الأطفال هما "أرضنا الطيبة" و"عودة ليلى" والذي حصل على الجائزة الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي من بين 95 عملاً في العام 2003، بعد ان تم تصوير بعض الأناشيد الإسلامية من ضمنه لتقدم للأطفال عبر القنوات التلفزيونية.
ويؤكد الشاعر عبدالقادر على ضرورة "مأسسة النشيد وتحويله إلى صناعة ليسهل تسويقه للناس وتسهيل الوصول إليه"، بعد أن امسى توجهه لاطياف متعددة من المجتمعات، وتحويله من الهواية إلى الاحتراف، بالإضافة إلى أهمية وجود مخرجين متخصصين لتصوير الكليبات الإسلامية.
تغريد السعايدة
أمسى فن النشيد الإسلامي من الفنون التي تحظى باهتمام واسع كبير وجمهور متعطش للفن الهادف الذي يخاطب الفطرة السليمة لدى الفرد المسلم بكل مناحي الحياة.
ومَن مِن مستمعي النشيد الإسلامي ومتابعيه إلا ويلحظ تطوراً وتغييراً في الموضوعات المطروحة التي في كل فترة منها تُأرخ لواقع الأمة في حقباتها المتتابعة.
فقد لامس فن الإنشاد الإسلامي جميع مناحي الحياة التي قد تهم الفرد في المجتمع في كل اطيافه، فما هو إلا فن نتاج منهج ملتزم وفن راقٍ، يستلذه كل من يسمعه فهو فن "إسلامي للعالم اجمعين".
ولكن، لكل فن عناصره وأركانه التي يقوم عليها ويتطور بتطورها ويتعدد بتعددها ويتألق بتالقها، فالأداء يظهر جماله من خلال الكلمة واللحن الجلي يسهمان في وصول الفن الإنشادي إلى المستمعين، إلاّ أنّ ما يعانيه النشيد الآن هو "عدم وجود شعراء بالقدر الكافي لكتابة النصوص الإنشادية"، بحسب مهتمين في فن النشيد الإسلامي.
"الغد" أجرت مقابلة مع الشاعر الإسلامي سليم عبدالقادر صاحب أكثر القصائد "المغناة" في فن النشيد الملتزم وباتت كلماته التي قد يكون قال بعضها بـ"ذكرى طفولية وحركة طفل بريء امامه"، على حد تعبيره، من أكثر الأناشيد ترديداً بين أطفال وشباب ورجال.
فما بين "مخاطبة طفل وقف حائراً أمام البحر"، وما بين "عتاب لتائه لأن يتصالح مع الله"، وأخرى "تخاطب الروح والقلب لتعلن ان حياتنا لله"، ولم ينس "دمعة طفلة في الشيشان"، يجد الشاعر السوري سليم عبدالقادر نفسه بين كلماته تلك التي صاغتها الألحان وأدتها الحناجر النقية من الموسيقى، يجد كلماته العفوية بين شفاه الطفولة والرجولة وفي ساحات المدارس، لتحيي همه طفل على مقعد الدراسة، وآخر يعيش في حصار ودمار.
ويرى عبدالقادر، الذي يعد من أوائل الشعراء الذين كتبوا "قصيدة الأنشودة" التي لها خصائص تميزها عن الشعر الآخر، بأن "الفن الإنشادي يفتقر بشكل كبير لشعراء الأنشودة والتي لها فنونها الخاصة وبحورها الشعرية التي تميزها عن الشعر العادي بحيث يكون فيها من الليونة ما يتجانس والالحان واصوات وأداء المنشدين بكافة طبقاتهم الصوتية".
ويفرق الشاعر السوري ما بين الشعر المقروء وشعر النشيد بعدة فروق جوهرية ابرزها ان الشعر المقروء يعبر عن مشاعر الشاعر في لحظة تجلي خاصة بوضعية الشاعر ذاته، فيما شعر الأنشودة فهو يكتب للجماعة ويراعى فيه ان يتوجه به الشاعر للجميع ومسؤولية الكلمة، ومن الناحية اللغوية فالشعر العادي يمتاز بقاموس لغوي واسع ويكتب ببحور طويلة كما في "بحور الطويل والبسيط وغيرها، فيما الآخر يمتاز بـ"البحور القصيرة كالهزج والمجتث والمجزوء الكامل والوافر"، وهذا يجعل من شطور شعر النشيد "رشيقة وقصيرة يسهل ترديدها".
ويؤكد عبدالقادر صاحب ديوان "القادمون الخضر" و"نعيم الروح" أن "الشعر الإنشادي على رغم بساطة الصور وسهولة الألفاظ إلأ انه عميق وبعيد عن السطحية ومن اهدافه الدعوة لله وإستنهاض الهمم والتقرب والتحبب إلى الله وملامسة حياة الإنسان".
"ليس من المعقول أن يكون الشاعر الإسلامي بعيدا عن قضايا الأمة وعليه ان يبدي في شعره استنكاراً لما يحدث في كل مكان من العالم الإسلامي"، هكذا يرى عبدالقادر وضع الشاعر المسلم الذي يرى في قضايا الأمة والدعوة لله ومعالجة قضايا المسلمين هدفا أساسيا "فهو محاسب عن كل ما يقوله امام الله ويحاسب على ما تفرزه تلك الكلمات والقصائد من تأثير في نفوس المسلمين".
وحول مراحل تطور شعر النشيد الإسلامي يتحدث الشاعرعبدالقادر مصنفاً المراحل بانه منذ ما يزيد عن 100 عام كانت تقتصر على المدائح النبوية والابتهالات التي كان تستمد أشعارها من الشاعر الصوفي ابن الفارض الذي اتسمت اشعاره "بالحب الإلهي والوصف" الذي جعل منه "سلطان العاشقين"، إلا أنها بعد ذلك وفي فترة الصحوة الإسلامية وظهور جماعة الإخوان المسلمين في مصر "تغيرت مواضيع النشيد الإسلامي وتجاوزتها من المدائح والابتهالات إلى مواضيع الدعوة إلى الله"، بحسب عبدالقادر.
ويرى أنها بدأت منذ ما يزيد عن 50 عاماً، إلا انها لم تشهد ظهور شعراء للنشيد، بل كانت اشعاراً تؤلف بمواقف معينة ينشدها البعض وجلها بشكل جماعي، كما في "هو الحق يحشد أجناده" التي ما زالت إلى هذا الحين نسمعها تتردد، فيما تحولت بعد ذلك صحوة شعر النشيد في سورية متأثرةً بفكر الإخوان فيها، وذلك خلال السبعينيات، وكان من ابرز منشديها حسن الحفار وصبري المدلل، ثم ظهر بعد ذلك منشدون إسلاميون منهم أحمد بربور وابو الجود وابو مازن، كانت جلّ مواضيعهم تدور في دائرة الشعر الجهادي وتحفيز الهمم والأجيال على حمل رسالة الدعوة.
ومن هنا كانت البداية لسليم عبدالقادر الذي يقول "بدأت كتابة الشعر العادي في بداية العشرينيات من عمري" ولكن في سنته الـ24 كانت أشعاره تُنشد ومن منشدي شعره كان ابو الجود، وكتب في مواضيع عدة إلا أنه "لكل مقام مقال". وكان شعره يتناسب والمرحلة التي تمر بها الأمة الإسلامية، فموجة التطور التي يمر بها النشيد الحالي اوصلته إلى مرحلة جداً متقدمة من الدعوة إلى تناول القضايا الإنسانية بكافة صنوفها وتشابكاتها.
"الطفل العربي مظلوم في العالم العربي من ناحية الفنون الأدبية"، لهذا السبب قدم عبدالقادر ما يزيد عن 200 أنشودة للأطفال، تم عرض 70 انشودة منها بطريقة تصوير الـ"فيديو كليب"، وبذلك يقول "شعري للأطفال هي صور استعدتها وعبرت عنها بقصائدي من اجل سد ثغره في هذا المجال وتقديم فن في ارضٍ بكر" على حد تعبيره.
ويؤكد ان لأطفاله دورا كبيرا في ظهور افكار شعرية، "فأنا أعطيهم وقتا كبيرا واستمتع بطفولتهم واستعيد صورا مخزنة في ذاكرتي".
وحاول عبدالقادر إثراء شعر الأطفال من خلال طرح مواضيع تهتم بالعلاقات الاجتماعية والقيم الإخلاقية، بالإضافة إلى جعلهم يعيشون مأساة أطفال مسلمين في بقاع عدة، كما في القضية الفلسطينية.
وقدم عبدالقادر ديوانين لشعر الأطفال هما "أرضنا الطيبة" و"عودة ليلى" والذي حصل على الجائزة الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي من بين 95 عملاً في العام 2003، بعد ان تم تصوير بعض الأناشيد الإسلامية من ضمنه لتقدم للأطفال عبر القنوات التلفزيونية.
ويؤكد الشاعر عبدالقادر على ضرورة "مأسسة النشيد وتحويله إلى صناعة ليسهل تسويقه للناس وتسهيل الوصول إليه"، بعد أن امسى توجهه لاطياف متعددة من المجتمعات، وتحويله من الهواية إلى الاحتراف، بالإضافة إلى أهمية وجود مخرجين متخصصين لتصوير الكليبات الإسلامية.
الثلاثاء يناير 11, 2011 8:55 pm من طرف خليل
» من الشبل إلى القائد
الخميس يناير 06, 2011 9:08 pm من طرف oussama
» رحلة إلى القنطرة
الخميس يناير 06, 2011 8:50 pm من طرف oussama
» أهلا بالضيوف الكرام
السبت يناير 01, 2011 5:16 pm من طرف oussama
» آداب الطموح
الخميس ديسمبر 30, 2010 10:53 pm من طرف خليل
» الحركة الإستعمارية
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 5:09 pm من طرف moussi islem
» اختتام المخيم الصيفي 2010
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 5:01 pm من طرف moussi islem
» نصائح طبية عامة
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 4:58 pm من طرف moussi islem
» الفنون المهارات الكشفية للجوالة
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 4:55 pm من طرف moussi islem