حركة الكشافة مدرسة تغرس في النشئ الأخلاق الفاضلة
يتفق خبراء التربية على أن الأخلاق نتاج طبيعي لعملية التربية السلوكية القائمة على الربط بين مجالات التربية المختلفة: الوطنية، والاجتماعية، والبدنية، والعقلية، والثقافية، والروحية، وحركة الكشافة والمرشدات ليست بعيدة عن هذا المضمون؛ لأنها فاعلة فيه ومساهمة في تكوينة، بل أنها اتخذت من تلك المجالات هدفا لها، والجانب الذي نريد أن نسلط الضوء عليه هو الناتج السلوكي القيمي، أو المنظور الأخلاقي لتأثير حركة الكشافة والمرشدات في أبنائنا وبناتنا. وللحديث عن ذلك لابد من التعرض للنقاط الثلاث التالية: مصادر التوجيه الأخلاقي في حركة الكشافة والمرشدات، ومظاهره، وتأثيره في شبابنا.
- مصادر التوجيه الأخلاقي
الوعد والقانون هما الأساس في مصادر التوجيه الأخلاقي في حركة الكشافة والمرشدات، وينبع ذلك من نص الوعد أو القسم، ومن مفردات القانون العشر، فالوعد هو قَسَمٌ يلتزم به طواعية كل من أراد الانضمام لحركة الكشافة أوالمرشدات، والمبادئ الواردة في نص هذا القسم، هي التي ترسم لكل كشاف ومرشدة حدود التزامه وما يترتب على ذلك من واجبات منذ اللحظة الأولى لانضمامهم للحركة، فهي تحدد الأسس التالية: القيام بالواجب نحو الله من خلال العبادات المفروضة، والقيام بالواجب نحو جلالة السلطان المعظم من خلال الوفاء له والعرفان بفضله في بناء نهضة عمان حاضرها ومستقبلها، والقيام بالواجب نحو الوطن من خلال الانتماء له والإسهام والمشاركة الإيجابية في بنائه وتنميته، ومن ثم مساعدة الناس بما يهيئ الفرد أن يكون دوما مستعدا للمبادرة بتقديم الخدمة للآخرين ويشمل ذلك المجتمع بطبيعة الحال.
كما حدد الوعد التزاما آخر في نهاية منطوقه، وهو الالتزام بالعمل بقانون الكشافة، وقانون الكشافة في حقيقته هو مجموعة من عشر صفات سلوكية لا يختلف عليها أحد هي: الصدق في القول والعمل، والإخلاص في كل ما يقوم به، ونفع ذاته والآخرين، وأن يكون ودودا وصديقا لمن حوله، مؤدبا في سلوكه، رفيقا بالحيوان ومحافظا على النبات والبيئة، مطيعا لولاة أمره وأبويه وقادته، باشا ومبتسما في وجوه الآخرين مقابلا للشدائد بصدر رحب، مقتصدا في إنفاقه بلا بذخ مهلك، ولا تقتير ممجوج، وأخيرا أن يكون نظيفا في بدنه ومظهره ومكانه وبيئته، طاهرا في قلبه وسريرته. وكما نلاحظأن تلك البنود تمثل حالة سلوكية أخلاقية سامية هي غاية بذاتها ينشدها الساعين للكمال.
مظاهر التوجيه الأخلاقي
إن كافة المعطيات التي تعرضنا لها في مصادر التوجيه الأخلاقي والتي تشكل الإطار السلوكي والقيمي في حركة الكشافة والمرشدات، نجد أنها -من خلال الممارسة التطبيقية للحركة ومن خلال التفاعل والحركة بين القادة والفتية، وبين القدامى منهم والمحدثين- تنتقل لتصبح راسخة في أعضاء الحركة من الجنسين بما يشكل ركيزة سلوكية في أخلاقهم يمارسونها كما يمارسون أنشطتهم وبرامجهم المختلفة، وكأمثلة على ذلك نجد أن بعض المقولات المأثورة في الحياة الكشفية تشكل نموذجا لذلك:
فالشبل أو الزهرة يتربيان على شعار: اصنع معروفا كل يوم، أو اعقد أحد طرفي منديلك ولا تحله قبل أن تصنع معروفا، وفي ذلك تأكيد على فكرة خدمة الذات ومساعدة الآخرين منذ المراحل الأولى في الكشفية، حتى ولو تمثل ذلك في الإمساك بيد عجوز أو ضرير ليعبر بهم الطريق.
والشعار المشهور: اترك المكان أفضل مما كان، هو شعار صنع وانطلق من الحركة الكشفية، وقد تربى عليه رواد الحركة وألهموه من أتى بعدهم من القادة والفتية إلى الآن، ومؤداه حفظ الشكر لأهله، وإذا استخدم الفرد مكانا للتخييم في حديقة أو أي مكان عام، فعليه أن يراعي بيئة ذلك المكان، ولا يهدرها سواء بتشويهها بالمخلفات، أو بعدم المحافظة على طبيعتها.
وشعار:القائد الجيد كان يوما كشافا جيدا، يؤكد على مفهوم احترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، وتطبيق مفهوم القيادة والتبعية، والانضباط في الحياة الكشفية.
وظاهرة رفع اليد اليسرى بمحاذاة الكتف بأداء علامة الكشافة، رمز على أن الكشاف في وضع التذكير بالقسم الذي قطعه على نفسه في أن يلتزم بقانون الكشافة الذي أول بنوده أن يكون صادقا، فكأنه بهذه العلامة يؤكد على صدقه فيما يقول.
كما أننا نلحظ في حياتنا العامة أن لا وجود لكشاف يرتدي زيه الكشفي وتبدر عنه تصرفات تشين سلوكه، أو أدائه، لأنه عند ارتدائه لزيه يظل متذكرا لا شعوريا التزامه الطوعي بوعده وقانونه، وإن استمرار تعوده على ذلك؛ يجعله يمارس نفس السلوك السوى حتى وإن لم يكن مرتديا زيه الكشفي، لأن الروح الكشفية قد تجذرت في داخله.
ونلاحظ أن النظرة المترسخة في ذهن المجتمع عن الكشافين أو المرشدات أنهم أول من يبادر إلى العمل التطوعي دون النظر إلى مكرمة أو جزاء، وأنهم يؤدون ما يوكل إليهم من أعمال بجد وإخلاص. كما ينظر فريق آخر من المجتمع إليهم نظرة القائل: إذا أردت أن تضبط عملا أو أن تحافظ على النظام فيه فأوكله إلى الكشافة، فهم قوم نظاميون.
ومقولة أن الكشفية: هي متعة الفتى وفرصة القائد، تترسخ من خلالها إيجابيات استمتاع الكشافين بممارسة الحركة وتمكينهم من التخطيط لأنشطتهم، وحريتهم في التعبير عن آرائهم وتقدير آراء الآخرين، وتعويدهم على اتخاذ القرار، وممارسة أساليب القيادة الطبيعية، والتعايش والتوافق مع الجماعات الصغيرة، كما أن القائد يجد نفسه فيها في ممارسة القيادة، وتحمل المسؤولية، والشعور بالإشباع الذاتي من خلال القدرة على الإنجاز، والإسهام في عملية البناء التربوي للأفراد.
وتؤكد مقولة أن البرنامج الكشفي هو: أعمال الكبار صيغت بأسلوب ليمارسه الصغار، معنى الشعور بالنضج المبكر لدى أعضاء حركة الكشافة والمرشدات، كونهم يشعرون بمسؤوليتهم تجاه وطنهم وذويهم، ويقدمون على عمليات التخطيط والتنفيذ لبرامجهم، ويسعون بشتى الطرق إلى إنجاز وممارسة أعمال تسعى لتحقيق تلك الغاية.
وتتعدد مظاهر التوجيه السلوكي في الحركة الكشفية من خلال التطبيق العملي لأنشطتها وبرامجها إلى غير ذلك من الأمثلة والتوجيهات، بما يشكل في مجمله منظورا أخلاقيا نستطيع أن نتلمس من خلاله تأثيره المباشر في تكوين الوجدان السلوكي أو الأخلاقي لدى الكشافين والمرشدات.
- تأثير التوجيه الأخلاقي
كان من معطيات التوجيه الأخلاقي في حركة الكشافة والمرشدات، إحداث تأثيرات جوهرية في سلوكيات المنتمين والمنتميات إلى حركة الكشافة والمرشدات، ونستطيع أن نضرب أمثلة حية لذلك.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، لا نجد من بين أعضاء الحركة من يلوث مصدرا من مصادر المياه، وهم الذين يقدمون للمجتمع مشروعات لنظافة وتطهير الأفلاج، ولا نجد من بينهم مدمنا على المخدرات، وهم الذين يقودون حملات التوعية الصحية لأقرانهم من الشباب، ولا نجد من بينهم من يشوه الممتلكات العامة، وهم الذين ينظمون مخيمات نظافة الشواطئ وإزالة المشوهات، ولا نجد من بينهم من يقطع سدرة أو يقطف زهرة، وهم الذين يغرسون في أنشطتهم مئات بل آلاف الأشجار، ولا نجد من بينهم متسيبا غير منضبط في سلوكه، وهم الذين تربوا على الالتزام والانضباط، والنظام، وعدم إهدار الوقت، فإن ألفا من العامة إن تجمعوا في مكان لن تقدر على صفهم وضبط حركتهم إلا بشق الأنفس وبعد ساعات، ولكن ألفا من الكشافة يمكن صفهم في بضع دقائق، وضبط إيقاع حركتهم وسيرهم بمجرد أداء علامات مميزة وإشارات تعارف عليها الكشافون ومارسوها، واحترموها. كما نجد أن الأعمال ذات الطبيعة الخاصة التي لا يقدر عليها الفرد العادي يقدم عليها الكشافون مثل العمل في الصحراء، لأن الكشاف يكون أسرع في التأقلم مع الطبيعة القاسية، وهو الذي تدرب عليها وعرف كيف يتكيف معها.
وختاما. . قد يعتقد البعض أن ذلك كله مجرد مثاليات، ونقول لهم نعم إنها مثاليات، لكنها موجودة بالفعل في حركة الكشافة والمرشدات، قد تنقص حينا وقد تزيد حينا، ولكن الحقيقة الثابتة التي لا يمكن أن تتغير أنه طالما توافر لتلك الحركة قادة وقائدات مؤمنون ومؤمنات برسالة الكشافة والمرشدات في التربية، فإن ذلك هو الضامن الوحيد لتحقيق تلك المثاليات التي يزخر بها واقع الكشفية، ولا يحتاج الأمر إلا إلى نظرة فاحصة للواقع من ناقد بصير ليدرك ذلك.
يتفق خبراء التربية على أن الأخلاق نتاج طبيعي لعملية التربية السلوكية القائمة على الربط بين مجالات التربية المختلفة: الوطنية، والاجتماعية، والبدنية، والعقلية، والثقافية، والروحية، وحركة الكشافة والمرشدات ليست بعيدة عن هذا المضمون؛ لأنها فاعلة فيه ومساهمة في تكوينة، بل أنها اتخذت من تلك المجالات هدفا لها، والجانب الذي نريد أن نسلط الضوء عليه هو الناتج السلوكي القيمي، أو المنظور الأخلاقي لتأثير حركة الكشافة والمرشدات في أبنائنا وبناتنا. وللحديث عن ذلك لابد من التعرض للنقاط الثلاث التالية: مصادر التوجيه الأخلاقي في حركة الكشافة والمرشدات، ومظاهره، وتأثيره في شبابنا.
- مصادر التوجيه الأخلاقي
الوعد والقانون هما الأساس في مصادر التوجيه الأخلاقي في حركة الكشافة والمرشدات، وينبع ذلك من نص الوعد أو القسم، ومن مفردات القانون العشر، فالوعد هو قَسَمٌ يلتزم به طواعية كل من أراد الانضمام لحركة الكشافة أوالمرشدات، والمبادئ الواردة في نص هذا القسم، هي التي ترسم لكل كشاف ومرشدة حدود التزامه وما يترتب على ذلك من واجبات منذ اللحظة الأولى لانضمامهم للحركة، فهي تحدد الأسس التالية: القيام بالواجب نحو الله من خلال العبادات المفروضة، والقيام بالواجب نحو جلالة السلطان المعظم من خلال الوفاء له والعرفان بفضله في بناء نهضة عمان حاضرها ومستقبلها، والقيام بالواجب نحو الوطن من خلال الانتماء له والإسهام والمشاركة الإيجابية في بنائه وتنميته، ومن ثم مساعدة الناس بما يهيئ الفرد أن يكون دوما مستعدا للمبادرة بتقديم الخدمة للآخرين ويشمل ذلك المجتمع بطبيعة الحال.
كما حدد الوعد التزاما آخر في نهاية منطوقه، وهو الالتزام بالعمل بقانون الكشافة، وقانون الكشافة في حقيقته هو مجموعة من عشر صفات سلوكية لا يختلف عليها أحد هي: الصدق في القول والعمل، والإخلاص في كل ما يقوم به، ونفع ذاته والآخرين، وأن يكون ودودا وصديقا لمن حوله، مؤدبا في سلوكه، رفيقا بالحيوان ومحافظا على النبات والبيئة، مطيعا لولاة أمره وأبويه وقادته، باشا ومبتسما في وجوه الآخرين مقابلا للشدائد بصدر رحب، مقتصدا في إنفاقه بلا بذخ مهلك، ولا تقتير ممجوج، وأخيرا أن يكون نظيفا في بدنه ومظهره ومكانه وبيئته، طاهرا في قلبه وسريرته. وكما نلاحظأن تلك البنود تمثل حالة سلوكية أخلاقية سامية هي غاية بذاتها ينشدها الساعين للكمال.
مظاهر التوجيه الأخلاقي
إن كافة المعطيات التي تعرضنا لها في مصادر التوجيه الأخلاقي والتي تشكل الإطار السلوكي والقيمي في حركة الكشافة والمرشدات، نجد أنها -من خلال الممارسة التطبيقية للحركة ومن خلال التفاعل والحركة بين القادة والفتية، وبين القدامى منهم والمحدثين- تنتقل لتصبح راسخة في أعضاء الحركة من الجنسين بما يشكل ركيزة سلوكية في أخلاقهم يمارسونها كما يمارسون أنشطتهم وبرامجهم المختلفة، وكأمثلة على ذلك نجد أن بعض المقولات المأثورة في الحياة الكشفية تشكل نموذجا لذلك:
فالشبل أو الزهرة يتربيان على شعار: اصنع معروفا كل يوم، أو اعقد أحد طرفي منديلك ولا تحله قبل أن تصنع معروفا، وفي ذلك تأكيد على فكرة خدمة الذات ومساعدة الآخرين منذ المراحل الأولى في الكشفية، حتى ولو تمثل ذلك في الإمساك بيد عجوز أو ضرير ليعبر بهم الطريق.
والشعار المشهور: اترك المكان أفضل مما كان، هو شعار صنع وانطلق من الحركة الكشفية، وقد تربى عليه رواد الحركة وألهموه من أتى بعدهم من القادة والفتية إلى الآن، ومؤداه حفظ الشكر لأهله، وإذا استخدم الفرد مكانا للتخييم في حديقة أو أي مكان عام، فعليه أن يراعي بيئة ذلك المكان، ولا يهدرها سواء بتشويهها بالمخلفات، أو بعدم المحافظة على طبيعتها.
وشعار:القائد الجيد كان يوما كشافا جيدا، يؤكد على مفهوم احترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، وتطبيق مفهوم القيادة والتبعية، والانضباط في الحياة الكشفية.
وظاهرة رفع اليد اليسرى بمحاذاة الكتف بأداء علامة الكشافة، رمز على أن الكشاف في وضع التذكير بالقسم الذي قطعه على نفسه في أن يلتزم بقانون الكشافة الذي أول بنوده أن يكون صادقا، فكأنه بهذه العلامة يؤكد على صدقه فيما يقول.
كما أننا نلحظ في حياتنا العامة أن لا وجود لكشاف يرتدي زيه الكشفي وتبدر عنه تصرفات تشين سلوكه، أو أدائه، لأنه عند ارتدائه لزيه يظل متذكرا لا شعوريا التزامه الطوعي بوعده وقانونه، وإن استمرار تعوده على ذلك؛ يجعله يمارس نفس السلوك السوى حتى وإن لم يكن مرتديا زيه الكشفي، لأن الروح الكشفية قد تجذرت في داخله.
ونلاحظ أن النظرة المترسخة في ذهن المجتمع عن الكشافين أو المرشدات أنهم أول من يبادر إلى العمل التطوعي دون النظر إلى مكرمة أو جزاء، وأنهم يؤدون ما يوكل إليهم من أعمال بجد وإخلاص. كما ينظر فريق آخر من المجتمع إليهم نظرة القائل: إذا أردت أن تضبط عملا أو أن تحافظ على النظام فيه فأوكله إلى الكشافة، فهم قوم نظاميون.
ومقولة أن الكشفية: هي متعة الفتى وفرصة القائد، تترسخ من خلالها إيجابيات استمتاع الكشافين بممارسة الحركة وتمكينهم من التخطيط لأنشطتهم، وحريتهم في التعبير عن آرائهم وتقدير آراء الآخرين، وتعويدهم على اتخاذ القرار، وممارسة أساليب القيادة الطبيعية، والتعايش والتوافق مع الجماعات الصغيرة، كما أن القائد يجد نفسه فيها في ممارسة القيادة، وتحمل المسؤولية، والشعور بالإشباع الذاتي من خلال القدرة على الإنجاز، والإسهام في عملية البناء التربوي للأفراد.
وتؤكد مقولة أن البرنامج الكشفي هو: أعمال الكبار صيغت بأسلوب ليمارسه الصغار، معنى الشعور بالنضج المبكر لدى أعضاء حركة الكشافة والمرشدات، كونهم يشعرون بمسؤوليتهم تجاه وطنهم وذويهم، ويقدمون على عمليات التخطيط والتنفيذ لبرامجهم، ويسعون بشتى الطرق إلى إنجاز وممارسة أعمال تسعى لتحقيق تلك الغاية.
وتتعدد مظاهر التوجيه السلوكي في الحركة الكشفية من خلال التطبيق العملي لأنشطتها وبرامجها إلى غير ذلك من الأمثلة والتوجيهات، بما يشكل في مجمله منظورا أخلاقيا نستطيع أن نتلمس من خلاله تأثيره المباشر في تكوين الوجدان السلوكي أو الأخلاقي لدى الكشافين والمرشدات.
- تأثير التوجيه الأخلاقي
كان من معطيات التوجيه الأخلاقي في حركة الكشافة والمرشدات، إحداث تأثيرات جوهرية في سلوكيات المنتمين والمنتميات إلى حركة الكشافة والمرشدات، ونستطيع أن نضرب أمثلة حية لذلك.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، لا نجد من بين أعضاء الحركة من يلوث مصدرا من مصادر المياه، وهم الذين يقدمون للمجتمع مشروعات لنظافة وتطهير الأفلاج، ولا نجد من بينهم مدمنا على المخدرات، وهم الذين يقودون حملات التوعية الصحية لأقرانهم من الشباب، ولا نجد من بينهم من يشوه الممتلكات العامة، وهم الذين ينظمون مخيمات نظافة الشواطئ وإزالة المشوهات، ولا نجد من بينهم من يقطع سدرة أو يقطف زهرة، وهم الذين يغرسون في أنشطتهم مئات بل آلاف الأشجار، ولا نجد من بينهم متسيبا غير منضبط في سلوكه، وهم الذين تربوا على الالتزام والانضباط، والنظام، وعدم إهدار الوقت، فإن ألفا من العامة إن تجمعوا في مكان لن تقدر على صفهم وضبط حركتهم إلا بشق الأنفس وبعد ساعات، ولكن ألفا من الكشافة يمكن صفهم في بضع دقائق، وضبط إيقاع حركتهم وسيرهم بمجرد أداء علامات مميزة وإشارات تعارف عليها الكشافون ومارسوها، واحترموها. كما نجد أن الأعمال ذات الطبيعة الخاصة التي لا يقدر عليها الفرد العادي يقدم عليها الكشافون مثل العمل في الصحراء، لأن الكشاف يكون أسرع في التأقلم مع الطبيعة القاسية، وهو الذي تدرب عليها وعرف كيف يتكيف معها.
وختاما. . قد يعتقد البعض أن ذلك كله مجرد مثاليات، ونقول لهم نعم إنها مثاليات، لكنها موجودة بالفعل في حركة الكشافة والمرشدات، قد تنقص حينا وقد تزيد حينا، ولكن الحقيقة الثابتة التي لا يمكن أن تتغير أنه طالما توافر لتلك الحركة قادة وقائدات مؤمنون ومؤمنات برسالة الكشافة والمرشدات في التربية، فإن ذلك هو الضامن الوحيد لتحقيق تلك المثاليات التي يزخر بها واقع الكشفية، ولا يحتاج الأمر إلا إلى نظرة فاحصة للواقع من ناقد بصير ليدرك ذلك.
الثلاثاء يناير 11, 2011 8:55 pm من طرف خليل
» من الشبل إلى القائد
الخميس يناير 06, 2011 9:08 pm من طرف oussama
» رحلة إلى القنطرة
الخميس يناير 06, 2011 8:50 pm من طرف oussama
» أهلا بالضيوف الكرام
السبت يناير 01, 2011 5:16 pm من طرف oussama
» آداب الطموح
الخميس ديسمبر 30, 2010 10:53 pm من طرف خليل
» الحركة الإستعمارية
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 5:09 pm من طرف moussi islem
» اختتام المخيم الصيفي 2010
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 5:01 pm من طرف moussi islem
» نصائح طبية عامة
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 4:58 pm من طرف moussi islem
» الفنون المهارات الكشفية للجوالة
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 4:55 pm من طرف moussi islem