منتدى فوج الفجر الكشفي

الإسلام ديننا .. العربية لغتنا .. الجزائر وطننا
المنتدى يرحـــب بزواره الكرام
عفوا؟ أنت غير مسجل لدينا يشرفنـــا تسجيلك لإثراء المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى فوج الفجر الكشفي

الإسلام ديننا .. العربية لغتنا .. الجزائر وطننا
المنتدى يرحـــب بزواره الكرام
عفوا؟ أنت غير مسجل لدينا يشرفنـــا تسجيلك لإثراء المنتدى

منتدى فوج الفجر الكشفي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى فوج الفجر الكشفي

المنتدى الرسمي لفوج الفجر - بسكــرة - بكل جهد..بكل إخلاص ... مستعدا للعمل.

                 
                
            
                 
        
       
             
             
           
          

                     
                     

           

الزيارات حسب الدول

لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل Labels=0

دخول

لقد نسيت كلمة السر

الســــاعة

تم استعراض المنتدى

stats history مرّة

التاريخ الميلادي


التاريخ الهجري

المواضيع الأخيرة

» الحيوانات المفترسة
لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 11, 2011 8:55 pm من طرف خليل

» من الشبل إلى القائد
لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل I_icon_minitimeالخميس يناير 06, 2011 9:08 pm من طرف oussama

» رحلة إلى القنطرة
لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل I_icon_minitimeالخميس يناير 06, 2011 8:50 pm من طرف oussama

» أهلا بالضيوف الكرام
لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل I_icon_minitimeالسبت يناير 01, 2011 5:16 pm من طرف oussama

» آداب الطموح
لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 30, 2010 10:53 pm من طرف خليل

» الحركة الإستعمارية
لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 02, 2010 5:09 pm من طرف moussi islem

» اختتام المخيم الصيفي 2010
لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 02, 2010 5:01 pm من طرف moussi islem

» نصائح طبية عامة
لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 02, 2010 4:58 pm من طرف moussi islem

» الفنون المهارات الكشفية للجوالة
لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 02, 2010 4:55 pm من طرف moussi islem

hhh

لعبة صور اسلامية في العاب شمس http://games.maktoob.com/game-3180

    لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل

    ana-kin
    ana-kin


    تاريخ الميلاد : 02/11/1993
    بلد العضو : لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل Gt040vs8
    وحدة العضو : كشاف
    ذكر عدد المساهمات : 71
    تاريخ التسجيل : 04/02/2010
    المزاج : comediè

    لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل Empty لأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل

    مُساهمة من طرف ana-kin السبت فبراير 13, 2010 11:13 am




    فأوّلا تقول: (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم).
    فإذا كان عندهم شك في صحة التأريخ المدون على الأوراق، فهل عندهم شك
    فيما يلمسونه من الآثار الموجودة على سطح الأرض، من القصور الخربة للملوك،
    والعظام النخرة تحت التراب، أو المدن التي أصابها البلاء والعذاب وبقيت
    آثارها شاهدة على ما جرى عليها؟!
    فأُولئك: (كانوا أكثر منهم وأشد قوّة وآثاراً في الأرض). حيث يمكن معرفة عددهم وقوّتهم من آثارهم المتمثلة في قبورهم وقصورهم ومدنهم.
    عبارة: (آثاراً في الأرض) ـ سبق تفسيرها
    في الآية (21) من نفس السورة ـ فلعلها إشارة إلى تقدمهم الزراعي، كما جاء
    في الآية (9) من سورة الروم، أو إشارة إلى البناء العظيم للأقوام السابقين
    في قلب الجبال والسهول(1).
    ومع هذه القوّة والعظمة التي كانوا يتمتعون بها، فإنّهم لم يستطيعوا مواجهة العذاب الإلهي: (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)(2).
    بل إنّ كلّ قواهم وقدراتهم أُبيدت خلال لحظات قصيرة، حيث خربت القصور
    وهلكت الجيوش التي كان يلوذ بها الظالمون ... وسقطوا كما تسقط أوراق
    الخريف، أو أغرقوا في خضم الأمواج العاتية.
    فإذا كان هذا هو مصير أُولئك السابقين مع كلّ مالديهم، فبأي مصيرـ يا ترى ـ يفكّر مشركو مكّة وهم أقل من أُولئك؟!
    الآية التي بعدها تنتقل للحديث عن تعاملهم مع الأنبياء ومعاجز الرسل البينة،


    ــــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ كما تذكره الآيات (128) و129) من سورة الشعراء.
    2 ـ هناك احتمالان في (ما)
    في جملة «ما أغنى»
    فإمّا نافية أو استفهامية، لكن يظهر أنّ الأوّل هو الصحيح، وهناك أيضاً احتمالان في «ما»
    في جملة (ما كانوا يكسبون)
    فإما موصولة أو مصدرية ولكن الأوّل هو المرجح



    [336]


    حيث يقول تعالى: (فلما جاءتهم رسلهم بالبيّنات فرحوا بما عندهم من العلم)(1)
    أيّ إنّهم فرحوا بما عندهم من المعلومات والأخبار، وصرفوا وجوههم عن
    الأنبياء وأدلتهم.وكان هذا الأمر سبباً لأن ينزل بهم العذاب الالهي: (وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون).
    وذكر المفسّرون احتمالات عديدة عن حقيقة العلم الذي كان عندهم، والذي
    اغتروا به وشعروا معه بعدم الحاجة إلى تعليمات الأنبياء، والإحتمالات هذه
    هي:
    أوّلا: لقد كانوا يظنون أنّ الشبهات
    الواهية والسفسطة الفارغة هي العلم، ويعتمدون عليها. لقد ذكر القرآن
    الكريم أمثلة متعدّدة لهذا الأحتمال، كما في قوله تعالى: (من يحيي العظام وهي رميم)(2) والآية حكاية على لسانهم.
    وممّا حكاه القرآن عنهم أيضاً، قوله تعالى: (أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد)(3).
    وقولهم في الآية (24) من سورة الجاثية: (ما هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلاّ الدهر).
    وهناك أمثلة اُخرى لإعاءاتهم.
    ثانياً: المقصود بها العلوم المرتبطة
    بالدنيا وتدبير أُمور الحياة، كما كان يدّعي «قارون» مثلا، كما يحكي عنه
    القرآن الكريم في قوله تعالى: (إنّما أوتيته على علم عندي)(4).
    ثالثاً: المقصود بها العلوم ذات الأدلة
    العقلية والفلسفية، حث كان يعتقد البعض ممن يمتلك هذه العلوم أنّ لا حاجة
    له للأنبياء، وبالتالي فهو لا ينصاع لنبواتهم


    ــــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ إحتمل البعض أن يعود الضمير في (جاءتهم)
    إلى الأنبياء، لذا يكون المقصود بالعلوم علوم الأنبياء، بينما المقصود من (فرحوا)
    هو ضحك واستهزاء الكفّار بعلوم الأنبياء، لكن هذا التّفسير احتماله بعيد.
    2 ـ سورة يس، الآية 78.
    3 ـ السجدة، الآية 10.
    4 ـ القصص، الآية 78.



    [337]


    ودلائل إعجازهم.
    التفاسير الآنفة الذكر لا تتعارض فيما بينها، لأنّها جميعاً تقصد
    اعتماد البشر على ما لديهم، واستعلاءهم بهذه «المعرفة» على دعوات الرسل
    ومعاجز الأنبياء. بل واندفع هؤلاء حتى إلى السخرية بالوحي والمعارف
    السماوية .
    لكن القرآن الكريم يذكر مآل غرور هؤلاء وعلوّهم وتكبرهم إزاء آيات الله، حينما يقول: (فلمارأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنّا به مشركين).
    ثم تأتي النتيجة سريعاً في قوله تعالى: (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا).
    لماذا؟ لأنّه عند نزول «الإستئصال» تغلق أبواب التوبة، وعادة ما يكون
    مثل هذا الإيمان إيماناً اضطرارياً ليس له ثمرة الإيمان الإختياري، إذ
    أنّه تحقق في ظل شروط غير عادية، لذا من المحتمل جدّاً أن يعود هؤلاء إلى
    سابق وضعهم عندما ترتفع الشروط الإستثنائية التي حلّت بهم.
    لذلك لم يُقبل من «فرعون» إيمانه وهو في الأنفاس الأخيرة من حياته وعند غرقه في النيل.
    وهذا الحكم لا يختص بقوم دون غيرهم، بل هو: (سنة الله التي قد خلت في عباده).
    ثم تنتهي الآية بقوله تعالى: (وخسر هنالك الكافرون).
    ففي ذلك اليوم عندماينزل العذاب بساحتهم سيفهم هؤلاء بأنّ رصيدهم في
    الحياة الدنيا لم يكن سوى الغرور والظنون و الأوهام، فلم يبق لهم من
    دنياهم سوى التبعات والعذاب الإلهي الأليم، وهل ثمّة خسران أكبر من هذا؟!
    وهكذا تنتهي السورة المباركة (المؤمن) التي بدأت بوصف حال الكافرين
    المغرورين، ببيان نهاية هؤلاء وما آل إليه مصيرهم من العذاب والخسران.

    * * *




    [338]




    المغرورون بالعلم!


    في الآيات المختلفة لهذه السورة المباركة ـ كما أوضحنا ذلك ـ يتبيّن أنّ أساس انحراف قسم كبير من الناس هو التكبر والغرور.
    قد يكون امتلاك المال من أسباب العلو والتكبر، أو كثرة الأفراد وامتلاك
    القدرات العسكرية. أو كمية محدودة من المعلومات في فرع من فروع المعرفة،
    يظن الإنسان أنّها كبيرة وكثيرة، فتدفعه إلى العلو والإستغناء السخرية.
    إنّ حالة عصرنا الراهن تعكس نموذج «الغرور العلمي» بشكل جلّي واضح، ففي
    ظل التقدم السريع الذي أحرزته المجتمعات المادية في المجالات العلمية
    والتقنية، نراها عمدت إلى إلغاء دور الدين من الحياة،وقد سيطر الغرور
    العلمي على بعض علماء الطبيعة الى درجة أنّهم تصوروا أن لا يوجد في هذا
    العالم شيء خارج اطار علومهم و معارفهم، وبما أنّهم لم يروا الله في
    مختبراتهم انكروا وجوده وجحدوا نعمته.
    لقد ذهب بهم الغرور إلى أكثر من ذلك عندما أصبحوا يجهرون أن الدين ووحي
    الأنبياء إنّما كانا بسبب الجهل أو الخوف، أما وقد حلّ عصر التقدم العلمي
    فإنّ الحاجة إلى مثل هذه المسائل انعدمت تماماً، بل وعمدوا إلى فرض تفسير
    معين لتطوّر الحياة يماشي ادعاءهم هذا، فقالوا: إنّ الحياة الفكرية للبشر
    مرّت عبر المراحل الآتية:
    1ـ مرحلة الأساطير.
    2ـ مرحلة الدين.
    3ـ مرحلة الفلسفة.
    4ـ مرحلة العلم، والمقصود بها العلوم الطبيعية.
    بالطبع، نحن لا ننكر أنّ السلطة الديكتاتورية للكنيسة على عقول الناس
    في أوروبا، وشيوع الخرافات وأنواع التفكير الأسطوري لقرون مديدة في تأريخ
    تلك

    [339]


    القارة، بالإضافة إلى القمع الذي كانت تمارسه طبقة رجال الدين الكنسي
    (الإكليروس) هناك; كلّ هذه العوامل ساهمت ـ إلى درجة كبيرة ـ في نمو
    المذاهب التي تقوم على أساس رفض الدين والإيمان والغيب، والإعتماد بدلا
    عنها على أُسس المادة والتجربة والإلحاد.
    ولحسن الحظ لم تستمر هذه المرحلة طويلا، إذ اجتمعت مجموعة عوامل وساعدت
    للقضاء على مثل هذه التصورات المنحرفة، وكأنّ العذاب قد مسّهم عندما ركبهم
    الغرور والعلو.
    فمن ناحية أظهرت الحرب العالمية الأولى والثانية أنّ التقدم العلمي والصناعي قد جعل البشرية على حافة السقوط والدمار.
    ومن ناحية ثانية، فإنّ ظهور المفاسد الأخلاقية والإجتماعية والقتل
    والإبادة وأنواع الأمراض النفسية، وسلسلة الإعتداءات المالية والجنسية،
    كلّ ذلك كشف عن عجز العلوم وقصورها لوحدها عن بناء الحياة الإنسانية بشكل
    سليم صحيح.
    من جانب ثالث، عملت المساحات المجهولة في وعي الإنسان العلمي وقصوره عن
    الأحاطة بكافة أسباب الظواهر الطبيعية والحياتية إلى اعترافه بالعجز عن
    إدراك مطلق لأسباب المعرفة من خلال العلم وحده، فعاد الكثير من العلماء
    إلى ساحة الإيمان وجادّة الدين، وضعفت نوازع الدعاوى الإلحادية.
    وفي المعترك الصعب هذا تألق الإسلام بتعليماته الشاملة والجامعة، وبدأت موجات العودة نحو الإسلام الأصيل.
    ونأمل أن تكون هذه اليقظة عميقة شاملة قبل أن يشمل البأس الإلهي مرّة
    اُخرى أجزاء من هذا العالم، ونأمل أن تزول آثار ذلك الغرور باسم العلم حتى
    لا يكون مدعاةً للخسران الكبير.
    اللّهم احفظنا من الغرور ومن التكبر والعناد وحبّ الذات الذي يقودنا إلى الهلاك وسوء العاقبة والإفتضاح.




    [340]


    إلهي، اهد المجتمعات البشرية في عصرنا الحاضر إلى ظل تعليمات أنبيائك، قبل أن يشملهم بأسك الشديد أناس هذا العصر.
    اللّهم، اجعلنا ممن يأخذ العبرة من مصير الاقوام السالفة لكي لا نمسي عبرة للآخرين....

    أمين رب العالمين

    نهاية سورة المؤمن

    * * *





    [341]








    سورة



    فصّلت






    مكيّة





    وَعددَ آياتِها أربع وخمسون آية





    [342]







    [343]






    «سورة فصّلت»


    نظرة في المحتوى العام للسورة:


    سورة «فصلت» من السور المكية، وهي بذلك لا تخرج في مضامينها الأساسية
    عن مثيلاتها، بل تعكس في محتواها كامل خصائص السور المكّية، من التأكيد
    على المعارف الإسلامية التي تتصل بالعقيدة وبالحساب والجزاء، والوعيد
    والإنذار، وبالبشرى للذين آمنوا.
    لكن كون السورة مكّية لا يعني عدم اختصاصها بمواضيع معينة قد لا نجدها فيما سواهامن السور القرآنية الأُخرى.
    بشكل عام يمكن الحديث عن محتويات السورة من خلال الخطوط العريضة الآتية:
    أوّلا: التركيز على موضوع القرآن وما يتصل
    به من بحوث، كالإشارة الصريحة إلى حاكمية القرآن في جميع الأدوار والعصور،
    وصيانته من أيّ تحريف، وقوّة منطقه وتماسكه بحيث رأينا أعداء الله يخشون
    حتى من الإستماع إلى آياته، بل ويمنعون الناس من مجرّد الإنصات إليه.
    الآيتان (41) و(42) من السورة تتحدثان عن هذه النقطة بوضوح كامل، إذ يقول تعالى: (وإنّه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
    ثانياً: إثارة قضية خلق السماء والأرض، خاصة ما يتعلق ببداية العالم الذي

    [344]


    خلق من مادّة (الدخان) ثمّ مراحل نشوء الكرة الأرضية والجبال والنباتات الحيوانات.
    ثالثاً: ثمّة في السورة إشارات إلى عاقبة
    الأقوام المغرورين الأشقياء من الأمم السابقة، مثل قوم عاد وثمود، وهناك
    إشارة قصيرة إلى قصة موسى(عليه السلام).
    رابعاً: تتضمّن السورة تهديد المشركين
    وإنذار الكافرين، مع ذكر آيات القيامة وما يتعلق بشهادة أعضاء جسم الإنسان
    عليه، وتوبيخ الله تبارك وتعالى لأمثال هؤلاء.
    خامساً: تتناول السورة قسماً من أدلة البعث والقيامة وخصوصياتهما.
    سادساً: المواعظ والنصائح المختلفة التي
    تبعث في الروح الحياة من خلال الدعوة إلى الإستقامة في طريق الحق، وتوجيه
    المؤمن نحو أسلوب التعامل المنطقي مع الأعداء وكيفية هدايتهم نحو الله.
    سابعاً: تنتهي السورة ببحث لطيف قصير عن آيات الآفاق والأنفس، وتعود كرةً اُخرى إلى قضية المعاد.



    فضيلة تلاوة السورة:


    ورد في الحديث الشريف عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «من قرأ «حم السجدة» أعطي بكل حرف منها عشر حسنات»(1).
    وفي حديث آخر حول فضيلة قراءة هذه السورة، قال الإمام الصادق(عليه السلام): «من قرأ «حم السجدة» كانت له نوراً يوم القيامة مد بصره وسروراً، وعاش في هذه الدنيا مغبوطاًمحموداً»(2)
    و في حدث عن «سنن البيهقي» أنّ «خليل بن مرّة» كان يقول: إنّ النّبي لم ينم
    ــــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ مجمع البيان مطلع الحديث عن السورة، المجلد 9، صفحة 2.
    2 ـ مجمع البيان مطلع الحديث عن السورة، المجلد 9، صفحة 2.



    [345]


    ليلة من الليالي قبل أن يقرأ سورتي «تبارك» و «حم السجدة».(1)
    و طبيعي أنّ هذه السورة المباركة بكل ما تتضمّن في مضامينها العالية من
    أنوار و معارف و مواعظ إنّما تكون مؤثرة فيما لو تحولت تلاوتها الى نور
    ينفذ إلى أعماق النفس، فتتحول في حياة الإنسان المسلم إلى دليل من نور
    يقوده في يوم القيامة نحو الصراط و الخلاص، لأنّ التلاوة مقدمة للتفكير، و
    التفكير مقدمة للعمل. إنّ تسمية السورة بـ «فصلت» مُشتق من الآية الثّالثة فيها. و إطلاق «حم السجدة» عليها لأنّها تبدأ بـ «حم» و الآية (37) فيها هي آية السجدة.


    * * *




    ــــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ روح المعاني، المجلد 24، ص صفحة 84.



    [346]




    الآيات



    حم( 1 ) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ( 2 ) كِتَـبٌ فُصِّلَتْ ءَايَـتُهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمِ يَعْلَمُونَ( 3 ) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ( 4 )
    وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةِ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ وَفِى
    ءَاذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ
    إِنَّنَا عَـمِلُونَ
    ( 5 )

    التّفسير


    عظمة القرآن:


    تذكر الرّوايات أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كان لا يكف عن
    عيب آلهة المشركين، ويقرأ عليهم القرآن فيقولون: هذا شعر محمّد. ويقول
    بعضهم: بل هو كهانة. ويقول بعضهم: بل هو خطب.
    وكان الوليد بن المغيرة شيخاً كبيراً، وكان من حكّآم العرب يتحاكمون
    إليه في الأمور، وينشدونه الأشعاره فما اختاره من الشعر كان مختاراً، وكان
    له بنون لا يبرحون من مكّة، وكان له عبيد عشرة عند كلّ عبد ألف دينار
    يتجر بها، وملك القنطار في ذلك الزمان (القنطار: جلد ثور مملوء ذهباً)
    وكان من المستهزئين برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).


    [347]


    وفي يوم سأل أبوجهل الوليد بن المغيرة قائلا له:
    يا أبا عبد شمس، ما هذا الذي يقول محمّد؟ أسحر أم كهان أم خطب؟
    فقال: دعوني أسمع كلامه، فدنا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو جالس في الحجر، فقال: يا محمّد أنشدني من شعرك.
    قال(صلى الله عليه وآله وسلم): ما هو بشعر، ولكنّه كلام الله الذي به بعث أنبياءه ورسله.
    فقال: اتل علىّ منهُ.
    فقرأ عليه رسول الله (بسم الله الرحمن الرحيم) فلّما سمع (الوليد) الرحمن استهزأ فقال: تدعو إلى رجل باليمامة يسمّى الرحمن، قال: لا، ولكني أدعو إلى الله وهو الرحمن الرحيم.
    ثم افتتح سورة «حم السجدة»، فلّما بلغ إلى قوله تعالى: (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) فلمّا سمعه اقشعر جلده، وقامت كلّ شعرة في رأسه ولحيته، ثمّ قام ومضى إلى بيته ولم يرجع إلى قريش.
    فقالت قريش: يا أبا الحكم، صبأ أبو عبد شمس إلى دين محمّد، أما تراه لم
    يرجع إلينا؟ وقد قبل قوله ومضى إلى منزله، فاغتمت قريش من ذلك غماً شديداً.
    وغدا عليه أبو جهل فقال: يا عم، نكست برؤوسنا وفضحتنا.
    قال: وما ذلك يا ابن أخ؟
    قال: صبوت إلى دين محمّد.
    قال: ما صبوت، وإني على دين قومي وآبائي، ولكني سمعت كلاماً صعباً تقشعر منه الجلود.
    قال أبوجهل: أشعر هو؟
    قال: ما هو بشعر.
    قال: فخطب هي؟
    قال: إنّ الخطب كلام متصل، وهذا كلام منثور، ولا يشبه بعضه بعضاً، له



    [348]


    طلاوة.
    قال: فكهانة هي؟
    قال: لا.
    قال: فماهو؟
    قال: دعني أفكّر فيه.
    فلّما كان من الغد قالوا: يا أبا عبد شمس ما تقول؟
    قال: قولوا هو سحر، فإنّه آخذ بقلوب الناس، فأنزل الله تعالى فيه: (ذرني ومن خلقت وحيداً وجعلت له مالا ممدوداً وبنين شهوداً) إلى قوله: (عليها تسعة عشر)(1)(2).
    إنّ هذه الرّواية الطويلة تكشف بوضوح مدى تأثير آيات هذه السورة، بحيث
    أنّ أكثر المتعصبين من مشركي مكّة أبدى تأثره بآياتها، وذلك يظهر جانباً
    من جوانب العظمة في القرآن الكريم.
    نعود الآن إلى المجموعة الأولى من آيات هذه السورة المباركة، التي تطالعنا بالحروف المقطعة في أوّلها(حم).
    لقد تحدثنا كثيراً عن تفسير هذه الحروف، ولا نرى حاجة للإعادة سوى أنّ البعض اعتبر (حم) اسماً للسورة. أو أنّ (ح) إشارة إلى «حميد» و (م) إشارة إلى «مجيد» وحميد و مجيد هما من أسماء الله العظمى.
    ثم تتحدث عن عظمة القرآن فتقول: (تنزيل من الرحمن الرحيم).
    إنّ «الرحمة العامة» و«الرحمة الخاصة» لله تعالى هما باعث نزول هذه
    الآيات الكريمة التي هي رحمة للعدو والصديق. ولها بركات خاصة للأولياء.



    ــــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ المدثر، الآية 11 ـ 30.
    2 ـ بحارالأنوار، المجلد 17، صفحة 211 فما فوق، ويمكن ملاحظة القصة في كتب
    اُخرى منها: تفسير القرطبي في مطلع حديثه عن السورة. المجلد الثامن، صفحة
    5782.



    [349]


    في الواقع إنّ الرحمة هي الصفة البارزة لهذا الكتاب السماوي العظيم،
    التي تتجسّد من خلال آياته العطرة التي تفوح بشذاها ونورها فتضيء جوانب
    الحياة، وتسلك بالإنسان مسالك النجاة والرضوان.
    بعد التوضيح الاجمالي الذي أبدته الآية الكريمة حول القرآن، تعود
    الآيات التالية إلى بيان تفصيلي حول أوصاف هذا الكتاب السماوي العظيم،
    وذكرت له خمسة صفات ترسم الوجه الأصلي للقرآن:
    فتقول أوّلا: إنّه كتاب ذكرت مطاليبه ومواضيعه بالتفصيل كلّ آية في
    مكانها الخاص، بحيث يلبّي احتياجات الإنسان في كلّ المجالات والأدوار
    والعصور، فهو: (كتاب فصلت آياته)(1).
    وهو كتاب فصيح وناطق (قرآناً عربياً لقوم يعلمون).
    وهذا الكتاب بشير للصالحين نذير للمجرمين: (بشيراً ونذيراً) إلاّ أنّ أكثرهم: (فاعرض أكثرهم فهم لا يسمعون)(2).
    بناء على ذلك فإنّ أول خصائص هذا الكتاب هو أنّهُ يتضمّن في تشريعاته
    وتعاليمه كلّ ما يحتاجهُ الإنسان وفي جميع المستويات، ويلبي ميوله ورغباته
    الروحية.
    الصفة الثانية أنّه متكامل، لأنّ «قرآن» مشتق من القراءة، وهي في الأصل بمعنى جمع أطراف وأجزاء الكلام.
    الصفة الثّالثة تتمثل بفصاحة القرآن وبلاغته، حيث يذكر الحقائق بدقّة بليغة دون أي نواقص. وفي نفس الوقت يعكسها بشكل جميل وجذّاب.
    الصفتان الرابعة والخامسة تكشفان عن عمق التأثير التربوي للقرآن
    الكريم، عن طريق أسلوب الإنذار والوعيد والتهديد والترغيب، فآية تقوم
    بتشويق


    ــــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ «كتاب»
    خبر بعد الخبر، وبهذا الترتيب فإنّ «تنزيل»
    خبر لمبتدأ محذوف و «كتاب»
    خبر بعدالخبر.
    2 ـ «لقوم يعلمون»
    يمكن أن تكون متعلقة بـ «فصلت»
    أو بـ «تنزيل»
    .



    [350]


    الصالحين والمحسنين بحيث أنّ النفس الإنسانية تكاد تطير وتتماوج في
    أشواق الملكوت والرحمة. وأحياناً تقوم آية بالتهديد والإنذار بشكل تقشعر
    منه الأبدان لهول الصورة وعنف المشهد.
    إنّ هذين الأصلين التربّويين (الترغيب والتهديد) متلازمان في الآيات القرآنية ومترابطان في أُسلوبه.
    ومع ذلك فإنّ المتعصبين المعاندين لا يتفاعلون مع حقائق الكتاب المنزل،
    وكأنّهم لا يسمعونها أبداً بالرغم من السلامة الظاهرية لأجهزتهم السمعية،
    إنّهم في الواقع يفتقدون لروح السماع وإدراك الحقائق، ووعي محتويات النذير
    والوعيد القرآني.
    وهؤلاء ـ كمحاولة منهم لثني الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) عن دعوته، وايغالا منهم في الغي
    وفي زرع العقبات ـ يتحدثون عند رسول الله بعناد وعلو وغرور حيث يحكي القرآن عنهم: (وقالوا قلوبنا في أكنة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا و قر ومن بيننا وبينك حجاب).
    مادام الأمر كذلك فاتركنا وشأننا، فاعمل ما شئت فإننا عاكفون على عملنا: (فاعمل إنّنا عاملون).
    حال هؤلاء كحال المريض الأبله الذي يهرب من الطبيب الحاذق، ويحاول أن يبعد نفسه عنه بشتى الوسائل والأساليب.
    إنّهم يقولون: إنّ عقولنا وأفكارنا موضوعة في علب مغلقة بحيث لا يصلها شيء.
    «أكنّة» جمع «كنان»
    وتعني الستار. أي أن الأمر لا يقتصر هنا على ستار واحد، بل هي ستائر من
    العناد والتقليد الأعمى، وأمثال ذلك ممّا يحجب القلوب ويطبع عليها.
    وقالوا أيضاً: مصافاً إلى أنّ عقولنا لا تدرك ما تقول، فإنّ آذاننا لا تسمع لما



    [351]


    تقول أيضاً، وهي منهم إشارة إلى عطل المركز الأصلي للعمل والوسائل المساعدة الأُخرى.
    وبعد ذلك، فإن بيننا وبينك حجاب سميك، بحيث حتى لو كانت آذاننا سالمة
    فإننا لا نسمع كلامك، فلماذا ـ إذاًـ تتعب نفسك، لماذا تصرخ، تحزن، تقوم
    بالدعوة ليلا ونهاراً؟ اتركنا وشأننا فأنت على دينك ونحن على ديننا.
    هكذا... بمنتهى الوقاحة والجهل، يهرب الإنسان بهذا الشكل الهازل عن جادة الحق.
    والطريف أنّهم لم يقولوا: «وبيننا وبينك حجاب» بل أضافوا للجملة كلمة «من» فقالوا: (ومن بيننا وبينك حجاب)
    وذلك لبيان زيادة التأكيد، لأنّ بزيادة هذه الكلمة يصبح مفهوم الجملة
    هكذا: إنّ جميع الفواصل بيننا وبينك مملوءة بالحجب، وطبيعي أن يكون حجاب
    مثل هذا سميكاً عازلا للغاية ليستوعب كلّ الفواصل بين الطرفين، وبذلك سوف
    لا ينفع الكلام مع وجود هذا الحجاب.
    وقد يكون الهدف من قول المشركين: (فاعمل إنّنا عاملون)
    محاولتهم زرع اليأس عند النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم). أو قد يكون
    المراد نوعاً من التهديد له، أي اعمل ما تستطيعه ونحن سوف نبذل ما نستطيع
    ضدّك وضدّ دينك، والتعبير يمثل منتهى العناد والتحدي الاحمق للحق
    ولرسالاته.


    * * *





    [352]




    الآيات



    قُلْ إِنَّمَآ أَنَا
    بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَحِدٌ
    فَاسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ
    ( 6 ) الَّذِينَ لاَ يُؤتُونَ الزَّكَـوةَ وَهُمْ بِاْلاَْخِرَةِ هُمْ كَـفِرُونَ( 7 ) إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـلِحَـتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون( 8 )

    التّفسير


    من هم المشركون؟


    الآيات التي بين أيدنيا تستمر في الحديث عن المشركين والكافرين، وهي في
    الواقع إجابة لما صدر عنهم في الآيات السابقة، وإزالة لأي وهمّ قد يلصق
    بدعوة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
    يقول تعالى لرسوله الكريم: (قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلىّ انّما إلهكم إله واحد).
    فلا أدّعي أنّي ملك، ولست إنساناً أفضل منكم، ولست بربّكم، ولا ابن
    الله بل أنا إنسان مثلكم، وأختلف عنكم بتعليمات التوحيد والنبوّة والوحي،
    لا أريد أن

    [353]


    أفرض عليكم ديني حتى تقفوا أمامي وتقاوموني أو تهددونني، لقد أوضحت لكم الطريق، وإليكم يعود التصميم والقرار النهائي.
    ثمّ تستمر الآية: (فاستقيموا إليه واستغفروه)(1).
    ثمّ تضيف الآية محذّرة: (وويل للمشركين).
    الآية التي تليها تقوم بتعريف المشركين، وتسلّط الضوء على جملة من صفاتهم وتختص هذه الآية بذكرها، حيث يقول تعالى: (الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون).
    إنّ هؤلاء يعرفون بأمرين: ترك الزكاة، وإنكار المعاد.
    لقد أثارت هذه الآية كلاماً واسعاً في أوساط المفسّرين، وذكروا مجموعة
    احتمالات تفي تفسيرها، والسبب في كلّ ذلك هو أنّ الزكاة من فروع الدين،
    فكيف يكون تركها دليلا على الكفر والشرك؟
    البعض أخذ بظاهر الآية وقال: إنّ ترك الزكاة يعتبر من علائم الكفر، بالرغم من عدم تلازمه مع إنكار وجوبه.
    البعض الآخر اعتبر الترك مع تلازم الإنكار دليلا على الكفر، لأنّ الزكاة من ضروريات الإسلام ومنكرها يعتبر كافراً.
    وقال آخرون: الزكاة هنا بمعنى التطهير والنظافة، وبذلك يكون المقصود
    بترك الزكاة، ترك تطهير القلب من لوث الشرك، كما جاء في الآية (81) من
    سورة الكهف في قوله تعالى: (خيراً منه زكاةً).
    إلاّ أنّ كلمة (لا يؤتون) لا تناسب المعنى أعلاه، لذلك يبقى الإشكال على حاله.



    ــــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ «فاستقيموا»
    مأخوذة من «الإستقامة»
    وهي هنا بمعنى التوجه بشكل مستقيم نحو شيء معين، لذا فإنها تعدت بواسطة الحرف (إلى)
    لأنّها تعطي مفهوم (استواء)
    .



    [354]


    لذلك لا يبقى من مجال سوى أن يكون المقصود منها هو أداء الزكاة.
    المشكلة الأُخرى التي تواجهنا هنا، هي أن الزكاة شرّعت في العام
    الثّاني من الهجرة المباركة، والآيات التي بين أيدينا مكية، بل يذهب بعض
    كبار المفسّرين إلى أنّ سورة «فصلت» هي من أوائل السور النازلة في مكّة،
    لذلك كلّه ـ وبغية تلافي هذه المشكلة ـ فسّر المفسّرون الزكاة هنا بأنّها
    نوع من الإنفاق في سبيل الله، أو أنّهم تأولوا المعنى بقولهم: إنّ أصل
    وجوب الزكاة نزل في مكّة، إلاّ أنّ حدودها ومقدارها والنصاب الشرعي لها
    نزل تحديده في العام الثّاني من الهجرة المباركة.







      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 12:35 pm